Page 8 of Stories from Amman

حبيبها الذي مزّق شتات قلبها وتركه يدمي دون أن يحرّك ساكناً.

  عمان حبيبتي، لماذا أنتِ معذبتي وسبب هلاكي؟

  وقفت احلام على شرفة غرفتها وصرخت: أحبك أحبك، حب جريح حب مكسور ذليل من طرف واحد.

  أعطيك الحب، أعطيك التضيحة، أعطيك التعب والعرق الذي يسقي أرضك فتنبت الخضار والحب والثمار

  فلماذا يا معذبتي  لماذا تكرهيني؟

  ألئنّ دمي أجنبي كما قالوا أم أني لستُ جيدة كفاية لأقبل يديكِ أو أن أسكن في مقلتيكِ؟

  فجأة بدأت الأرض تتشقق وتخرج دماً أحمر  قانياً لم أشهد له  مثيل، ثم خرجت شجرة جميلة خضراء أوراقها تشع نوراً كأنها ملاك من ملائكة السماء حطت على الأرض الدنيوية.

  قالتً الشجرة: آه يا حبيبتي أنا لستُ كما تظنين أنا روح عمان، روحي هي أنتم أحبتي عشاقي، ما لكم تعتبون علي، ما لكم تذرفون الدموع حزناً مني أنا، لم أقصد ذلك أبداً. انظري إلي، إني أنزف دماً كلما نادي علي مواطن مثلك.

  أيا حبيبتي، أعلم أنكِ أردنية.  على الرغم مما تحملين من جنسية. فلا تحزني لقوانين الجامعات والدوائر الحكومية التميزية، بل أفرحي لأنك عمانية فعمان وروح عمان هي معك على طول الخط ولا تسأليني لأعطيك لأنني لو استطعت لفعلت.خذيها مني كلمتي اللأولى الأخيرة: أنا أيضاً أحبك يا عمانية.

  “~~~~”

  Ali Juhdi - Dairy of a Soul in Amman

  بصراحة عمري ما تخيلت حالي اكون روح تنتظر الإقامة بعمان، و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السُفن.

  "قبل سنتين كلمت الضابط الملاك الي مسؤول عن الأقامة و قال لي  "أن شاء الله اسبوعين و تكمل معاملتك حج

  و الأسبوعين صاروا سنتين ، لفيت فيها عمان كلها بهذه الفترة

  مش بطالة حياة الروح … هي مش "حياة" و لكن وصلت الفكرة

  يعني المنظر كان دائما حلو بعمان، الجبال السبعة و الأودية، بس من تكون "روح" ال"فيو" يكون اروع.

  تخيل انك تقدر تطير،  و تخيل انك تقدر تخترق الحواجز المادية و أهم شي تخيل انك من تكون تقدر تكون بكل مكان بنفس الوقت.

  اول ما كُنت روح رحت لمكان بعمان الغربية، نصحوني اصدقائي الاشباح ان أبتعد عن عمان الشرقية لأنها مش حلوة و بنفس الوقت فيها الالام كثيرة.

  شفت لي فيلا في عبدون ما فيها ارواح و حلوة ، طابقين و فيها مسبح و حديقة كبيرة و حتى سرداب فيها و كراج.

  كانت فيلا كبيرة بس تقريبا فاضية، كان يسكن فيها بس خمسة اشخاص ،الأب أبو رامي ، الأم ام رامي و اولادهم دلال و رامي، و الشغالة الفلبينية "ماري"، مافي ناس كثيرة يعني مافي دوخة راس.

  عائلة ابو رامي كانت عائلة هادئة كل واحد لحالو، ابو رامي رجل عصامي بنى نفسه بنفسه، اول ما شفت ابو رامي كرهته و كان صورة تقليدية للرجل الغني ، بكرش و بصلعة و شارب كبير، و كان واضح جدا انه مدلل اولاده و ما يقول لهم كلمة "لا" ابدا،  و لكن بعد ما قريت افكاره و تعرفت على مشاعره عرفت انه رجل يحب عائلتة و ما بدوا اياهم  يعانوا مثل ما هو عانى في حياته.

  كل ما يتذكر طفولته كان يتذكر كيف كانوا افقر عائلة بحيهم في حي نزال ،كان يتذكر كيف كان يغار من جيرانه الأغنى منه و خصوصا سامي الي كان ابوه يشتري له كل اشي.

  حلف ابو رامي على نفسه انه ما يكسر بخاطر اولاده مثل ما انكسر خاطره و هو صغير، اشترى لأولاده العاب و اجهزة و اجمل الملابس، كان يقول لهم احيانا " السعادة لا تُشتري، و اهم شي القناعة"، بس كان يكذب على اولاده و على نفسه ، كان ابو رامي يعرف انه الصحة و المتعة و الطعام و الأمان كلها اشياء ضرورية للسعادة و كلها تُتشترى بالمال.

  أبو رامي يحب كل اولاده طبعا بس بعد ما قريت افكاره اكتشفت انه يعشق ابنته الكبيرة "دلال" بالذات، صحيح ان دلال بالجامعة الأن و لكن بالنسبة لأبو رامي تبقى دائما دلال بنوته الصغيرة.

  ابو رامي دائما يطلع و يشتغل و لربما لهذا السبب ما قدر يلاحظ الحالة الي فيها دلال، دلال بأخر فترة تروح للجامعة و ترجع لغرفتها على طول، بدون أن تكلم احد و ما تطلع من غرفتها، رامي ســألها و هي داخلة مرة "في اشي دلال؟" بس ردت عليه بخشونة "مالك خص!" ، رامي استغرب من تصرف اخته، بس بعدين رجع للفايسبوك و كملوا النقاش مع اصحابه عن مين احلى بنت بالمدرسة.

  رامي لساته بادي مرحلة المراهقة و  صحيح انه رامي كان قريب لأخته من كان اصغر بس هلا هو مش طايق نفسه "بعدين ماما  تعرف شو فيها" قال لحاله.

  رامي معاه حق، بالعادة امه  كانت راح تلاحظ تصرفات دلال الغريبة، بس بأخر فترة ام رامي كانت مشغولة بالأحداث السياسية و الثقافية بالأردن، من وقت ما قرأت القانون الجديد و هي تقول لحالها "ولي العما، شو يعني " اغتصب و تزوج"... شو هاي الوقاحة" ام رامي قررت أنه تبدأ تشترك بالحياة الفكرية في عمان و تترك البيت بعد ما كان اهتمامها الوحيد ل24 سنة.

  مافي احد بالبيت مهتم لدلال، و انا أول ما وصلت البيت ما كان بدي اعرف و ادوخ حالي، كُنت كل ما اشوفها تمشي احس بالألم خارج منها، الم و ندم و مرارة و خوف.

  بقيت فترة طويلة براس أم و أبو رامي و منهم اخذت مشاعرهم تجاه دلال مشاعر ابوية و لكن ظليت مش حابب أن ادخل على افكارها لأني  بدي احترم خصوصيتها ، و هي شابة و اكيد عندها مشاكل خاصة فيها.

  إلى أن  يوم من الأيام و انا كنت قاعد عم باتفرج على رامي يلعب بلايستايشن ، حسيت بألم مش طبيعي بالبيت، كان الالم طالع من غرفة دلال، و كان طالع منها اشي ثاني ، اشي اقوى ...  بأنعدام الرغبة بالحياة.... دلال كانت راح تنتحر!

  دخلت الغرفة و شفت دلال ماسكة حبوب و تبكي، كنت اريد اصيح فيها، كُنت اريد اهزها، و كنت اريد احضنها ... احضن بنتي ... اقصد بنت ابو رامي... بس ما قدرت،

  كان في صوت في الغرفة، صوت ضرب (طاخ ...طاخ ...طاخ)

  دخلت راسها علشان افهم القصة ، اول كلمة كانت في بالها "مصعب" ... فتشت في ذكرياتها و كان مصعب شاب معها بالجامعة ، وسيم و ذكي و عاطفي و مضحك "بس فق
ير" كانت دلال تقول لنفسها، كانت دلال تحب مصعب هذا شي حسيته بس مع الحب كان في الم ، كان في ندم.

  بقى صوت الضرب (طاخ ... طاخ ... طاخ) و كانت دلال تبكي و انا ابكي معها

  فتشت في الذكريات و لقيت السبب، قبل شهر راحت دلال مع مصعب لبيت صديق ليهم و...

  قوى صوت الضرب و صار أعلى و اسرع (طاخ ..طاخ)

  "ليش تعملي هيك بنفسك حبيبتي" قلت لها بس ما سمعتني.

  انهزيت ، بنتي دلال كيف تعمل هيك!، تذكرت بعدين انه دلال مش بنتي و أني بس أحس انها بنتي لأن احمل مشاعر ابوها و امها...

  صوت الضرب صار أعلى و صار معه صراخ...

  ردت ان اكره مصعب بس ما قدرت، كانت دلال تحبه و انا عرفته من خلال مشاعر دلال، و حبيت مصعب، ردت ان اهز دلال ان امنعها بأن تأذي نفسها، ردت اقول لها انه الحياة حلوة بس ما قدرت و ما حست فيني...

  صوت الضرب فجأة توقف و قبل ما تشرب دلال الحبوب بثواني، دخلت الشغالة الفلبينية، للباب و كسرته، كانت إنسانة
Project Pen's Novels